من مصطلحات دولوز وغواتاري في ألف هضبة: الجزيئي والمولي.

من مصطلحات دولوز وغواتاري في ألف هضبة: الجزيئي والمولي.
أماني أبو رحمة.
المول في الكيمياء يساوي الكتلة الذرية أو الجزيئة للمادة بالغرام، كتلة الذرة أو الجزيئ ، والخصائص المولية هي خصائص كتلة المادة، في مقابل أجزائها - الذرات أو الجزيئات ــ ـوإذا فهمنا المستوى الجزيئي بوصفه تدفقا ماكروكوني macrocosmic أي من الكون الكبير، فمن السهل أن نفهم مجاز الجزيئيmolecular والمولي molar ـــ في ثلاثية دولوز وغواتاري (ألف هضبة وهضبة ). يبدأ التنشوء Ontogenesis لأي جسم معين بتحديد مادة جزيئية من التدفق الكوني. هذه المواد الجزيئية، التي تتدفق دائما وتتقلب، تترسب بشكل طبيعي وتتشكل إلى مركبات مولية. وبالمثل، قد يكون أي حدث معين هو نتيجة لفورة جزيئية وليس تجمعا فيزيائيا. وهكذا، من حيث الجوهر، فقد يكون تأثير الفراشة من أعلى إلى أسفل ؛ بدءا من عملية لانهائية من التدفق الجزيئي وانتهاء بالأحداث المحدودة للأجسام المولية.
وكون أن كل جزيء فردي أصغر من كوكب فردي، لا يعني أن حجم القوى في الساحة أو المستوى الذي يوجد فيه الأول أو الآخر أصغر. ويمكن للمرء أن يوظف المنطق القديم (طن من الطوب وطن من الريش لتقريب المفهوم). وبذلك فإن كون الكوكب أكبر من الجزيء، لا يعني أن لانهائيه الكواكب أكبر من لانهائية الجزيئات. ذلك في ظل الادراك المقيد بأن الكون المصغر microcosm والكون الكبير macrocosm ليس بالمطلق حجم الأجسام الفردية التي تؤلف نوعه (كوكب، حبة رمل، أو ذرة) ولكن، الكل الوظيفي الذي ينتمي اليه ويحدد تحركاته. وتبعا لذلك فإن المستوى الذي يحتفظ به كلا منهما : التدفق الكوني هو المستوى الجزيئي، الماكرو كوني أو الكون الكبير. والجسم المولي (كوكب، البيسبول، أو الإنسان) هو الادراك الكوني في جسم معين، وهو الجسم النيوتوني التي تكون قوته محلية، وبالتالي فانه يبقى على مستوى الكون المصغر.
وهكذا فان المولية بالنسبة لدولوز وغواتاري هي موقع الكل المنظم . إنها عملية انتاجية: اصنع مثله. حالتها الجاذبة هي التوازن المستقر. هي صيغة الكينونة being ، بدلا من التحول becoming . الهدف الثوري الأساسي لكتاباتهما هو تحطيم المجاميع المولية لصالح الجزيئية، و"الفيزياء الدقيقة للرغبة". كانا يطالبان بالتحول بدلا من الكينونة أو الجمود ؛ أو أن تصبح آخرا بدلا من  أن تبقى نفسك . وبالنسبة لهما؛ أن تصبح آخرا هي سياسية شاملة.
يتم تعريف الجسم المولي من حيث التشابه الذاتي عبر تنوعاته، أو بالأحرى، الهوية الذاتية الثابتة . وهو يسعى لتحقيق حالة إما / أو من حالة كليهما / و. وبمصطلحاتهما فان أوديب، ومركزية القضيب ، والشخصيه كلها مولية . أما الجذمور، الحزمة، التفرد، الحدث .. كلها جزيئية .
حالة التحول (أن تصبح) نظام يسعى للتوازن عند نقطة الأزمة حيث يدرك فجأة عائقا قطعيا أو حتميا، ويصبح" حساسا "له، ويقفز الى حالة فوق الجزئية تكون غير مستقرة إلى حد كبير وتغلف مستقبلة المتشعب.
لا يمكن للانسان ان يكون في حالة التحول لأنه كيان مولي بامتياز، في حين أن حالة التحول جزيئية ... والانسان الذي يشكل الأغلبية، أو بالأحرى المعيار الذي تستند اليه الأغلبية: هو الأبيض، الذكر، البالغ،" العقلاني "، وما إلى ذلك .، وباختصار، الأوروبي .
 (الجسد بلا أعضاء) هو مصطلح دولوز وغواتاري في مقابل الانسان المولي ، وهو موقع تدفق الرغبات(flow of desire) وتحليل رموزها. أنه يفتح منطقة عدم التعيين، حيث الخيال دائرة جديدة بين الفعلي والظاهري، يحل محل العادة. والتحول ينطبق على السكان، حتى عندما يتم البدء به من قبل جسد واحد.
ينزع تدفق الرغبات، حسب مفهوم دولوز، حدود الإنسان (deterritorization) ويحوله إلى جسد دون أعضاء، ويصبح عبارة عن رغبات لا- إنسانية محضة. يهدف هذا التحول  الدولوزي ـ الذي يعني تفجير الطاقات الكامنةـ إلى إدراك الافتراضيvirtual)) بوصفه طاقات كامنة potentiality))، وتكرارا للفشل. ذلك أن التحول المحض يتوافق مع التكرار، تكرار الفشل.


تعليقات

المشاركات الشائعة