كيف تحولنا من الدولة الى الحكومة : مصطلحات فوكووية.
كيف تحولنا من الدولة إلى الحكومة : مصطلحات فوكووية.
أماني أبو رحمة
في محاضرته (واحدٌ واحدٌ و الجميع ، 2002Omnes et Singulatim) يحدد فوكو هاتين الصورتين : الراعي / القطيع، والمدينة / المواطن اللتين وجدهما في ما أسماه السلطة الرعوية وحكم المدينة اليونانية القديمة. تتوافق الصورتان مع التصور الفردي الذي يتخذ من الفرد مادته والتصور الشمولي على التوالي. تقع على عاتق الراعي رعاية حياة الأغنام واحدة واحدة ، مع المساءلة الكاملة فيما يتعلق بالصبر ومتابعة القطيع المبعثر. يشبه الراعي هنا صورة إضفاء الطابع الشخصي لأنه يعتني بـ'كل' الأغنام ، غنمة غنم . في حين، أن المهمة الرئيسية للسياسي هي ضمان وحدة مواطني المدينة، وليس رعاية حياة الأفراد. السياسي، بالتالي، يشبه ربان السفينة بمجملها ، ومرة أخرى، لا ركابها بصورة فردية.
الحوكمة أو الحاكمية Governmentality يمكن، بالتالي، أن تكون ذات صلة بالثيمتين معا : انها نقطة التقاء الحكومة الذاتية وحكومة حكم الآخرين معا. هاتان الثيمتان أصبحتا لاحقا موجها رئيسا لجينيالوجيا الدولة الحديثة التي تمتد من اليونان القديمة حتى الأشكال المعاصرة للنيوليبرالية .
وبسيقنة السلطة بهذه الطريقة، لا تصبح الدولة هي مصدر السلطة. وبدلا من ذلك، فانها مجرد خطوة في عملية من علاقات السلطة حيث تلتقي صورتين مختلفتين للحكومة. وينطوي تحويل الدولة الى حكومة Governmentalization على العمليات التي من خلالها تتشابك السلطة مع الدولة، وترتبط علاقات القوة المختلفة بهيئة مركزية، الأمر الذي يجعلها تبدو كما لو انها سلطة قادمة من المركز.
والحقيقة اننا نختبر هذا الشيئ مباشرة عندما نُحكم. ولذا ينبغي أن تُفهم الدولة باعتبارها نقطة التقاء لتنسيق الجاهزيات المختلفة dispositifs (وهو مصطلح فوكو للإشارة إلى الآليات المؤسسية والمادية والإدارية المختلفة وهياكل المعرفة التي تعزز الحفاظ على ممارسة السلطة داخل الجسم الاجتماعي). تحويل الدولة الى حكومة ، بالتالي، ليس عملية استبدال الجاهزيات القديمة dispositifs بأخرى جديدة. في الواقع، أنها ليست قضية اعدادات بسبب أن تحول الدولة الى الحكم يشكل تحولا في التركيز على المشكلات (ما جرت مشكلته) المختلفة التي سترتبط بعد ذلك بالدولة. يفكر فوكو في هذه العمليات بوصفها "مساراً trajectory" كان المجتمع يتوجه نحوه منذ القرن الخامس عشر والسادس عشر .
في محاضراته، يتوسع فوكو في مفهوم المسار: "لدينا مثلث: السيادة، والانضباط، والإدارة الحكومية" . يشدد فوكو من خلال تطبيق مفهوم المثلث على أن الحاكمية أو الحوكمة تستخدم التقنيات والعقلانية والمؤسسات الخاصة بالسيادة الانضباط على حد سواء ، وأيضا "تسعى لإعادة إدراجها وإعادة ترميزها". وهكذا يتم حكم المجتمعات تدريجيا. ووفقا لفوكو، فان تحويل الدولة نحو الحكم هو عملية مستمرة وليس مجرد إعادة تشكيل السيادة والانضباط، ولكن أيضا اعادة تشكيل قائمة كاملة من الجاهزيات dispositifs الجديدة التي ترتبط بالدولة. وبالتالي، فان مفاهيما مثل " السياسية الحيوية "، و"الأمن "، و"التأمين "، و"السيطرة "، و"المشروع " كلها تتبع بعضها البعض لتصبح جزءا من عملية التحويل هذه.
حول الجاهزيات dispositifs، يقول فوكو أن "الأشكال والحالات المحددة من حكم الاشخاص لبعضهم البعض في مجتمع معين متعددة ؛ يتم فرضها، واقتحامها ، وتعين الحدود الخاصة بها التي يمكن أن يلغي بعضها الآخر أو يعززه. وعلاوة على ذلك، كما يشير فوكو ، ولأن علاقات السلطة أصبحت أكثر وأكثر تحت سيطرة الدولة، فإن الجاهزيات المختلفة قد وضعت، ورشدت وتمركزت في شكل / أو تحت رعاية مؤسسات الدولة ".
أماني أبو رحمة
في محاضرته (واحدٌ واحدٌ و الجميع ، 2002Omnes et Singulatim) يحدد فوكو هاتين الصورتين : الراعي / القطيع، والمدينة / المواطن اللتين وجدهما في ما أسماه السلطة الرعوية وحكم المدينة اليونانية القديمة. تتوافق الصورتان مع التصور الفردي الذي يتخذ من الفرد مادته والتصور الشمولي على التوالي. تقع على عاتق الراعي رعاية حياة الأغنام واحدة واحدة ، مع المساءلة الكاملة فيما يتعلق بالصبر ومتابعة القطيع المبعثر. يشبه الراعي هنا صورة إضفاء الطابع الشخصي لأنه يعتني بـ'كل' الأغنام ، غنمة غنم . في حين، أن المهمة الرئيسية للسياسي هي ضمان وحدة مواطني المدينة، وليس رعاية حياة الأفراد. السياسي، بالتالي، يشبه ربان السفينة بمجملها ، ومرة أخرى، لا ركابها بصورة فردية.
الحوكمة أو الحاكمية Governmentality يمكن، بالتالي، أن تكون ذات صلة بالثيمتين معا : انها نقطة التقاء الحكومة الذاتية وحكومة حكم الآخرين معا. هاتان الثيمتان أصبحتا لاحقا موجها رئيسا لجينيالوجيا الدولة الحديثة التي تمتد من اليونان القديمة حتى الأشكال المعاصرة للنيوليبرالية .
وبسيقنة السلطة بهذه الطريقة، لا تصبح الدولة هي مصدر السلطة. وبدلا من ذلك، فانها مجرد خطوة في عملية من علاقات السلطة حيث تلتقي صورتين مختلفتين للحكومة. وينطوي تحويل الدولة الى حكومة Governmentalization على العمليات التي من خلالها تتشابك السلطة مع الدولة، وترتبط علاقات القوة المختلفة بهيئة مركزية، الأمر الذي يجعلها تبدو كما لو انها سلطة قادمة من المركز.
والحقيقة اننا نختبر هذا الشيئ مباشرة عندما نُحكم. ولذا ينبغي أن تُفهم الدولة باعتبارها نقطة التقاء لتنسيق الجاهزيات المختلفة dispositifs (وهو مصطلح فوكو للإشارة إلى الآليات المؤسسية والمادية والإدارية المختلفة وهياكل المعرفة التي تعزز الحفاظ على ممارسة السلطة داخل الجسم الاجتماعي). تحويل الدولة الى حكومة ، بالتالي، ليس عملية استبدال الجاهزيات القديمة dispositifs بأخرى جديدة. في الواقع، أنها ليست قضية اعدادات بسبب أن تحول الدولة الى الحكم يشكل تحولا في التركيز على المشكلات (ما جرت مشكلته) المختلفة التي سترتبط بعد ذلك بالدولة. يفكر فوكو في هذه العمليات بوصفها "مساراً trajectory" كان المجتمع يتوجه نحوه منذ القرن الخامس عشر والسادس عشر .
في محاضراته، يتوسع فوكو في مفهوم المسار: "لدينا مثلث: السيادة، والانضباط، والإدارة الحكومية" . يشدد فوكو من خلال تطبيق مفهوم المثلث على أن الحاكمية أو الحوكمة تستخدم التقنيات والعقلانية والمؤسسات الخاصة بالسيادة الانضباط على حد سواء ، وأيضا "تسعى لإعادة إدراجها وإعادة ترميزها". وهكذا يتم حكم المجتمعات تدريجيا. ووفقا لفوكو، فان تحويل الدولة نحو الحكم هو عملية مستمرة وليس مجرد إعادة تشكيل السيادة والانضباط، ولكن أيضا اعادة تشكيل قائمة كاملة من الجاهزيات dispositifs الجديدة التي ترتبط بالدولة. وبالتالي، فان مفاهيما مثل " السياسية الحيوية "، و"الأمن "، و"التأمين "، و"السيطرة "، و"المشروع " كلها تتبع بعضها البعض لتصبح جزءا من عملية التحويل هذه.
حول الجاهزيات dispositifs، يقول فوكو أن "الأشكال والحالات المحددة من حكم الاشخاص لبعضهم البعض في مجتمع معين متعددة ؛ يتم فرضها، واقتحامها ، وتعين الحدود الخاصة بها التي يمكن أن يلغي بعضها الآخر أو يعززه. وعلاوة على ذلك، كما يشير فوكو ، ولأن علاقات السلطة أصبحت أكثر وأكثر تحت سيطرة الدولة، فإن الجاهزيات المختلفة قد وضعت، ورشدت وتمركزت في شكل / أو تحت رعاية مؤسسات الدولة ".
تعليقات
إرسال تعليق