الحضور والاختلاف المرجأ:كل معنى هو مختلف وغائب ومؤجل باستمرار.



الحضور والاختلاف المرجأ:كل معنى هو مختلف وغائب ومؤجل باستمرار.
أماني أبو رحمة.
يعتقد نقاد المقاربة التفكيكية أنه لا يوجد أساس متين للتفكير (نسب المعنى ، الفهم)، ولا نهاية له - أي الحصول على معنى نهائي، أو "مغزى".
لا يمكن للتفكير التوصل إلى بيان ختامي حول موضوعه، ذلك أنه يفكر فيه دائما من جديد.
يوظف جاك دريدا مصطلحي "الحضور" و "الاختلاف المرجأ" لتعليل ذلك.
الحضور : هو وهم المعنى الأصلي، غير قابل للمصادرة والتصرف بعيدا عن العلامة الخاصة به. أما الاختلاف المرجأ : فهو ما هو موجود في الواقع، أثر من المعنى، يتابع طريقه من نص إلى نص - وهو منفصل عن الزمن ، متأخر في المستقبل، ويختلف دائما عن المعنى الأصلي . ويدعي دريدا أن التأكيدات غير الدقيقة، والتبديلات، والتحولات تشارك دائما في تاريخ المعنى (وفي التاريخ كله على هذا النحو)، "البداية يمكن استدعاؤها والنهاية - متوقعة " بسبب "الحضور" الوهمي للمعنى.
ومع ذلك، فإن الـ"معنى" الواقعي الموضوعي - لم يكن نفسه أبدا، ولكنه مستمد من بدايات لا يمكن تصورها حلت محلها علامات. لذلك فإن العلامة لا تحل محل أي شيء [سابق لها ] مستقر وثابت. المركز (أي المغزى أو المعنى ) ليس مكانا ثابتا، ولكنه وظيفة، تسمح بلعب لا نهاية له من قبل بدائل العلامة. وهكذا فان المشار اليه designatum المركزي - الجوهري والمتعالي - لا يكون أبدا حاضرا تماما خارج نظام الاختلافات. يوسع غياب المشار اليه المتعالي مجال المعنى و"اللعب بالمعاني" الى مالا نهاية .
وضح سقراط قابلية الكلمة لتغيير معناها بالفعل ، في حججه حول جوهر الأشياء. فقد طلب من محاوريه تحديد بعض المفاهيم، وبعد ذلك، "غمر" هذه المفاهيم في سياقات جديدة ، بحيث جعلتها تتعارض مع تعاريفها الأولية - مما يثبت بطلانها.
وهكذا فان المعرفة الأصلية للمحاور قد "تفككت" بالتالي ، ولم يعد بالامكان العودة إلى معنى أصيل لمفهوم، ذلك أنه قد تم مسحه من قبل تحول داخلي (الاختلاف المرجأ). ووفقا لدريدا، فان الـ "معنى" بقي كما أثر، عبثا "يحاول ايجاد معناه" .

تعليقات

المشاركات الشائعة