أفق ما بعد الحداثة.

يأخذ  أفق "ما بعد الحداثة". إلى أقصى حد ما سبق  تطويره جزئيا  من الناحية المفاهيمية في أفق الحداثة . الإشارة إلى ما بعد الحداثة تحمل  حرفيا  معنى العقب  بالنسبة للحداثة .  ليس بالمعنى الزمني، ولكن بدلا من ذلك، فإنها تشير إلى طريقة مختلفة  فيما يتعلق بالثيمات التي طرحتها الحداثة ، هذه الطريقة ليست معارضة  (مضادة للحداثة ) ولا هي أبعد منها (فائقة الحداثة). ويرد الأفق المفاهيمي  لما بعد الحداثة بطرق مختلفة، والتي يمكن تلخيصها  في بعض العناصر:
انعدام الثقة في القدرة على معرفة حقيقة عالمية أو حتى نسبية  حول الإنسان والمجتمع، وإنكار وجود ما هو قابل للمعرفة فيما يتعلق بنظام اوالوجود الاساسي للبشر  (anti-foundationalism وantiessentialism)،ورفض كل نهج أصولي وازدراء التفسير النهائي للحقيقة، الذي  قاد الى الاحتفاء  بالتعدد أو الاختلافات ، واللا ـ المعرفية بوصفها أزمة العقل في مواجهة قبول التشظي المعقد والعرضي للحقيقة . هذه المقدمات  الفلسفية تؤدي إلى سلسلة من النتائج المفاهيمية المتمثلة  في فكر ما بعد الحداثة: خلخلة  الهياكل الفلسفية للفكر الغربي (ما بعد البنيوية)، وتفكيك التفسيرات أو السرديات الكبرى  التي تدعي معرفة الحقيقة واختزالها ب "شبكة مفككة" من العلامات  التي تتغير دائما بصورة ديناميكية تجعل المعنى بعيد المنال  (اللا -بنائية)، واللا ـمركزية. وهذا يعني الدفع الى الأطراف ما كان يعتقد  أنه مركزيا ، واللا ـ تسلسلية لما كان يعتبر أعلى / أدنى ، وتمييع  الواقع ، والتأكيد على السلطة بوصفها سلطة انتاجية  ( وليس "السلطة على" لكن "السلطة لأجل"، وتحديدا الدستور). يأتي ذلك في سياق رؤية متشككة في التاريخ.

 أماني أبو رحمة .

تعليقات

المشاركات الشائعة